أطور داخليا ولا استعين بشركة؟

تقريبا ده بيكون اكتر سؤال اي مسؤول بيفكر فيه مع كل فكرة جديدة او اي تطوير محتاج يضيفه على بيئة العمل او الخدمات الي بيقدمها لعملائه، بغض النظر اذا كان المسؤول ده متخصص تقني او متخصص في طبيعة الاعمال الي بتعملها المؤسسة اذا كانت قطاع حكومي او خاص او متخصص في تكنولوجيا المعلومات بشكل عام.

أسئلة كتيرة مشابهة بتدور في دماغ اي متخذ قرار، زي:

اشتري تطبيقات جاهزة ولا اطور برامج مخصوص ليا؟

استعين بشركة محلية ولا عالمية؟

ابني مركز بيانات ولا استضيف الخدمات في شركة متخصصة؟

اشتغل بي انظمة مفتوحة المصدر ولا برخص او اشتراك؟

طيب هل في اجابة دايما هي الصح لا دايما بيرجع لعوامل كتير جدا الي ممكن يخلي مؤسسة تفضل قرار عن قرار. للأسف بلاقي كتير من القرارات بتكون غالبا في اتجاه واحد اغلب الوقت. بس خلينا نبدأ بأول سؤال لازم نسأله لنفسنا في الموقف ده.

“نستعين في السؤال ده بمسرحية “إلا خمسة” وسؤال ماري منيب الشهير “إنتي جاية هنا إشتغلي ايه؟

انتي جاية إشتغلي ايه؟

بما معناه المنظمة او المؤسسة الي بتشتغل فيها هي موجودة ليها، ايه هو اساس الشغل الخاص بيها، هل مثلا في التجارة، الاستيراد، السياحة، تصنيع ملابس، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، …. الخ.

على سبيل المثال مثلا شركات السياحة، هي موجود علشان تنظم رحلات بأنشطة مختلفة ترفيهية وتجذب عملائها للاشتراك فيها. وهي ديه مهمتها الي ممكن تكون بسيطة بس محتاجة مجهود كبير جدا ومعرفة قوية بالسوق وحجم السفر وايه الي ممكن يجذب العملاء والاسعار اخبارها ايه غير كمان لازم يكون عندها علاقات مع شركاء من فنادق وشركات نقل اذا كان جوي او بري.

كل ده بيعمله متخصصين فاهمين عمل السياحة داخليا واقليميا ودوليا.

طيب نتخيل ان شركة سياحة ما، كانت بتنظم رحلاتها على ملف اكسيل، كل رحلة جديدة بتبدأ تستخدم نموذج محدد تملى فيه بيانات الرحلة ومين المشتركين وخطة الرحلة ومين من المرشدين هيكون مسؤول عن التنظيم وخلافه. مع الوقت لاقيت ان ملف الاكسيل مش نافع، البيانات بتزيد ومش قادرة تحدد من العملاء الدائمين والمميزين عندها، وازاي تتواصل معاهم وتعرض عليهم رحلات مخصصة ليهم تجذبهم بيها. وبدأ مدير الشركة يشوف ويشاور الموظفين نعمل ايه وفي برامج ممكن نستعين بيها ولا نبدأ نوظف مبرمجين ويبنوا التطبيق الالكتروني الي احنا عايزينه.

هنا بيكون اكتر وقت بيكون في حيرة وكتير مش بيكون عند متخذي القرار القدرة انهم يحددوا انهي الافضل. وخصصوا ان في وسط المواقف ديه بيكون في افكار كتير جدا مختلفة ومشتتة.

وهنا هنرجع لسؤال ماري منيب “إنتي جاية هنا اشتغلي ايه؟”

التخصص هنا في الشغل انها شركة سياحة ممكن يكون عندك موظفين تكنولوجيا المعلومات الي بيساعدوا في الدعم الفني للاجهزة والشبكات وصيانتها وممكن يكون عندهم خبرة في تطوير بعض البرمجيات بس هل التطوير داخليا هيكون الافضل. في الحالة ديه هقول بأختصار لأ، ومتغلطتش الغلطة ديه لعدة اسباب هقولها، بس قبل ما اقول الاسباب هقول امتى ممكن تبنيها داخليا وحتى في الموقف ده ممكن تستعين بحد متخصص يبنيها معاك وانت تكمل.

تبني داخليا لو التطبيق او البرنامج ده هو فعلا اساس كل حاجة في شغلك، الشركة مبنية عليه، مثلا زي شركة Booking.com الشركة اساسها مبني على الموقع وان كل حاجة بتتم من عليه من بداية تنظيم الرحلة والطيران وتنظيم حاجات كتير جدًا لو بنيته خارجيا الشركة ممكن تكون مهددة ان حد ياخد المعرفة والابتكار والتطوير الي تم على سنين كتيرة وينفذه تاني وساعتها هيقدر ينافس الشركة بسهولة. طبعا في عوامل كتير للمنافسة، بس ده من اهم العوامل الي ممكن يضعف المنافسة. وطبعا مش بيكون ده البرنامج او التطبيق الوحيد المستخدم بس ده الي بيطلق عليه حجر الاساس في المنظمة وبيشتغل ويتكامل مع انظمة كتيرة جدا علشان المستخدم في النهاية يوصله التجربة الجميلة الي بيشوفها وهو بيستخدم موق زي Booking.com

نرجع للمثال بتعنا وليه متبنيش داخليا، خلينا نقول الاسباب بس ده ميمنعش ان الشركة لازم يكون فيها كوادر متخصصة في التحول الرقمي لانهم هيكونوا الاداه المساعدة في اتخاذ القرار الصح في الحالات الي زي كده، خصوصا ان الشركات مش بتحتاج تطبيق او برنامج واحد علشان تدير كل عمليتها واشغالها. طيب تعالوا نشوف الاسباب وشوف ايه ممكن يكون مطابق للموقف عندك.

الوقت

هل الوقت فارق معاك، انك تبدأ مشروع تطوير داخليا. مش موضوع سهل، خصوصا انك بتكون محتاج ناس متفرغة ليه، محتاج ناس تدرس وتحلل الاحتياجات ومش بس الاحتياجات الحالية لكن ازاي ان الموضوع ممكن يتبني عليه مستقبلا، وكمان ايه افضل الممارسات في نطاق التطبيق ده، يعني هل هنبنيه ده متعملش قبل كده، هل هو هيوفرنا كل الخصائص والوظائف الي شركة منافسة مثلا محلية او اقليمية او دولية تكون بتعمله.

كل ده بياخد وقت ومش قليل، غير انك مش بتكون بس محتاج الي بيطور محتاج كمان الي هيشرف ويدير عملية التطوير.

المعرفة المتراكمة وافضل الممارسات

المعرفة هنا المقصود بيها الخبرة المتراكمة والتطوير في منتج موجود جاهز للشركة ممكن انها تشتريه بيستخدمه شركات زيها كتير، خلينا مثلا نقول مع شركة السياحة محتاج تطبيق لادارة العلاقات مع العملاء. تطبيق في شركات كتير بتقدمه وبيكون مخصص كمان لطبيعة العمل. يعني بيكون مبني فيه طبيعة العمل الخاصة بالسياحة نتيجة لتنفيذه في شركات كتيرة سياحية وبتستفيد انت كشركة من الخبرات والتطوير المتراكم انك بتاخد حاجة جاهزة في وقت قليل تقدر تشغلها داخليا وتستفيد بيها مقارنة انك تبدأ في اختراع العجلة من جديد.

غير كده ان الشركات دايما لازم تنفذ ابحاث وتجارب علشان علطول يكون في جديد، مثلا لو بتشتري تطبيق علشان ادارة الموارد البشرية من تعيينات ومرتبات ومكافآت وغيرها بتكون محتاج تطبيق متوافق مع قوانين العمل الموجودة في الدولة، ده بيكون محتاج ان الشركات الي بتقدم التطبيق ده بتحتاج يكون في فريق عاملها ناس فاهمة في قوانين العمل وفي ادارة الموارد البشرية وفنيتها وبتنقلهالك جاهزة، ناقص انها تظبط على الشركة.

الكوادر البشرية

اغلب المتخصصين في مجال تطوير التطبيقات وتكنولوجيا المعلومات بيكون الافضلية ليهم انهم يشتغلوا في شركات في نفس المجال، لان ده بيخليهم يشتغلوا في مشروعات مختلفة ويواجهوا مشاكل مختلفة فبيتعلموا اسرع واكتر وبتزيد خبرتهم. غير ان شركات تطوير البرمجيات لازم تطورهم وتدربهم باستمرار يا اما ممكن يأثر على تواجد الشركة اصلا وخروجها من السوق. غير اني في ندرة اصلا في انك تلاقي ناس عندها مهرات وشاطرة في تخصصات فنية في العالم كله، فشركات تطوير البرمجيات بتتنافس في انها تجذب المهارات ديه يمكن من قبل ما يتخرجوا من الجامعة ويمكن يشاركوا في تأهيلهم اثناء دراستهم.

نفترض انك بدأت توظف مبرمجين في الشركة وبدأت تبني المنظومة داخليا، في حاجة من الاتنين بتحصل. اول حاجة ان مع الوقت الموظفين هيمشوا وهيبدأوا يروحوا شركات تانية لما تزيد خبرتهم العملية شوية. او هيستمروا ونتيجة انهم كانوا مطلعين على افضل التكنوجيات في الوقت ده، هتفضل نفس التكنوجيات ديه مع الوقت مستمرة معاهم وهيكون صعب عليهم انهم يتعلموا مهارات جديدة لانهم مش هيعرفوا يطبقوها عمليا الا بوجود مشروعات جديدة تساعدهم انهم يستخدموا المهارات ديه، غير كده علشان يستخدموها ممكن يضطروا انه يبنوا نفس البرنامج من جديد. خصوصا ان التكنوجيات بتطور بشكل سريع وبتحتاج لاطلاع دايما. في اغلب الاوقات هيكون صعب غير انك تبدأ تكبر الفريق علشان يقدوا يوازنوا مابين التطبيقات الي تم تطويرها بالفعل والجديدة تحت التطوير.

وبعد سنين ممكن تلاقي موجود عندك تطبيق محدش فاهم فيه غير اشخاص محددة والتطبيق هيكون منتهي الصلاحية وغير قادر على التطوير. انا شفت امثلة كتير ان المطورين بقوا في سن المعاش او طلعوا معاش خلاص ومع اي تغيير مطلوب بكون فعليا كارثة.

بيكون في اختلاف عن ان تبدأ تشتغل بي تطبيق جاهز، بتكون الشركة المنتجة ليه بتعمل على تطويره باستمرار وانها توفر اخر التحديثات. طبعا ده مش بيكون ببلاش اكيد بمقابل مادي، بس بيرجع تاني في انهي الاهم لمتخذ القرار والنظرة المستقبلية لطبيعة العمل. خصوصا ان مش كل الناس بتستمر في مناصبها او شغلها. فلو في شخص مؤثر الشركة بتفقده لاي سبب وهو اساس عملية التطوير، بتكون أزمة وكل حاجة بتقف.

الخبرة التنفيذية

النقطة ديه متعلقة الكوادر البشرية صاحبة المهارات في تنفيذ وتشغيل اي نظام الكتروني، الموضوع انك مش هتشري او تطور النظام داخليا وبيشتغل لوحده، الموضوع محتاج جهد كبير من بداية توعية الموظفين واشراكهم ومشاركاتهم في جميع مراحل التطوير وانهم يكون واصل ليهم هيستفيدوا ايه من النظام ده، وانك تخلق مناخ التغيير المناسب من تحفيز وتدريب ومتابعة التنفيذ ومؤشرات الاداء.

انا ذكرت الموضوع باختصار شديد بس غالبا الشركات بتستعين بمتخصصين عندهم الخبرة ديه علشان يضمنوا ان استثماراتهم في التطوير هتجيب ليهم الفوائد المتوقعة من التطوير والخطط الطموحة للشركة. وعلشان كده بقى في شركات مختلفة متخصصة، الشركات والمنظمات بتستعين بيهم علشان تشاركهم وتنقل ليهم الخبرة التنفيذية وقت التطوير. زي مافي مصانع بتنقل خطوط انتاجها كله وبتديها لمصانع تابع علشان تركز في تصميم المنتج نفسه.

الاعباء الداخلية

في امثلة كتير في الموضوع ده، يمكن ابسطهم ان في مبرمج او شخص مسؤول عن التطوير داخليا وفاجأة قرر انه يمشي. هيكون ايه الموقف. ان غالبا المشروع بيقف تمام لو معتمدين على الشخص ده. مثال تاني لو في تضارب في الاراء وخصوصا الفنيات، غالبا بتحتاج حد يكون ليه الرأي الاخير الصح الي تعمله بناء على خبرة. وغالبا بيكون الافضل انك تشوف الموضوع من برة الي بنسميه نظرة الهيلكوبتر علشان تحلل الموقف وتاخد القرار الصح، كتير بيمنعنا في الموضوع ده زحمة الشغل الطبيعي الي بنفذه كل يوم وبنحتاج نظرة حد خارجي خبيرة تدينا الرأي الصح وليه هو الصح.

غير كده صيانة التطبيق واستمرارية تطويره وتقديم الدعم الموظفين الي هيستخدموا في النهاية، ده كله بيمنع الشركة انها تنفذ مشروعات تانية لان المطورين بيكونوا مشغولين في الاعمال ديه.

التكلفة

ناس كتير للاسف بتعتقد انها تجيب ٢ مبرمجين والموضوع هينتهي وكل التكلفة هتكون مرتباتهم. طبعا الموضوع ممكن يشتغل فترة كويس، وممكن ميشتغلش خالص. بس علشان يشتغل كويس محتاج يكون عندك مبرمجين فاهمين حاجات كتير علشان يقدروا يمشوا في كل مراحل التطوير من ادارة مشروع، وتحليل للمتطلبات، وبرمجة واختبار النظام، وتشغيله وصيانته، غير مهارات تانية زي ادارة المناقشات واتخاذ القرار والاطلاع المستمر على كل المستجدات الفنية والتكنولوجيا وفاهمين حاجات معقدة وازاي بتشتغل وازاي ممكن الاستفادة منها غير ده كله الخبرة في نطاق عمل الشركة نفسها. غالبًا دول يا بيكونوا متربيين جوة الشركة والشركة دايما بتصرف على تطويرهم وتأهيلهم او غاليين كمرتبات وغالبا لما بيكونوا مجودين بيحتاجوا فريق عمل من مبرمجين عندهم خبرة اقل لانهم محتاجين ينظموا حاجات تانية كتير واخر همهم هيكون البرمجة نفسها. ده مينمنعش انك لازم يكون عندك ناس فاهمة وواعية وتقدر تحاسب الشركة الي ممكن تقوم بعملية التطوير وتتابعهم.

غير كده التغييرات الداخلية طبعا بتأثر على معدل التطوير واستكماله، طبعا ده في اي حالة اذا كان داخليا او استخدمت شركة متخصصة، لكن الفرق مع الشركة انك بتكون ضامن على الاقل ان هيكون في استكمال لاعمال التطوير لان بيكون في تعاقد وخطط متفق عليها الا لو هتغير استراتيجيه الشركة في اتجاه تاني خالص.

طبعا مقارنة التكلفة مش هتكون متساوية وعادلة لو حسبانها بالطريقة ديه، لكن في عوامل تانية لازم تكون موجودة ذكرنا بعضها زي الخبرة المتراكمة في التطوير والتنفيذ، البحث في احسن الطرق والخدمات والوظائف، انك بتشتري حاجة جاهزة بتقلل وقت التنفيذ وبيخليك تستفيد بشكل اسرع، انك بتشتري حاجة شغالة عند شركات تانية الي بتثقل التطبيق ده، غير انك بتشيل هم ادارة عملية التطوير داخليا وادارة المطورين وتأهيلهم المستمر.

خلاصة الكبسولة

في النهاية لازم نبدأ نعيد السؤال الي سألناه في الاول، ايه طبيعة عمل الشركة او الجهة او المؤسسة، عملاء الشركة هيرجعوا ليها علشان عندها فريق تطوير قوي او نظام الكتروني مطور داخليا ولا علشان بتقدم خدمات او سلع مميزة للعملاء. مافيش شكل ان تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي بقى مش اساسي هو بقى روح الشركة لانها من غيره مش هتقدر تقدم تجربة الخدمات المميزة الي العملاء بيشوفها في مجالات حياتهم المختلفة او انها تقدم تجربة بيع وتوصيل سلعة بطريقة تبهر العميل علشان يرجع يشتري منك تاني، كل ده محتاج انك تبدأ رحلتك في التحول الرقمي لو مبدأتهاش وتفكر ايه اقصر الطرق توصلك للعائد بأفضل جودة مناسبة وضمان للتشغيل وانها تكون مؤثرة. ركز في ازاي تبتكر وتطور من خدماتك لان ده هيضمن انك تنافس واستعين بالخبرات الي تسهل وترسملك الطريق مظبوط. تتعلم ازاي انك متعملش الحاجات بنفسك وتديها لحد خبير علشان الجودة والدقة والسرعة.

طبعا في امثلة كتير على الشركات الي بتستعين بخدمات التعهيد في البرمجيات وغيرها من خدمات تعهيد كتيرة، زي تعهيد خدمات مراكز الاتصال او خدمات الاختبار او خدمات الاستضافة والحوسبة السحابية زيها زي لما تستعين بشركة على تنقلك المنتجات او توصلك البضائع او تشحنلك سلع معينة لدولة تانية او تساعدك في مراجعة حسابات او مراجعات قانونية. محاولة اختراع العجلة كل مرة هيعطلك وهيشتتك عن التركيز في عملك الاساسي.

بس تاني ده مش معناه اني لو عندي فريق تطوير داخلي ارفدهم وكله يكون شركات، لا بالعكس ان محتاج خبرتهم علشان يشرفوا على عملية التنفيذ ويتابعوا الشركات، انهم يكونوا عجلة الابتكار والافكار الجديدة ونتيجة لوجودهم داخل الشركة فمع الوقت بيكونوا فهمين طبيعية العمل ومشاكله وتحدياته وبيكونوا دافع قوي لعملية التحول الرقمي والتأثير علي الموظفين بعلاقتهم معاهم علشان ينقلوا ليهم خطط التطوير وجوانب الاستفادة . المختلفة، فاستغل خبراتهم بس في الاتجاه الصح الي يسرع مهمتهم الي بتخدم الشركة في النهاية. وكل سنة وانتم طيبين وعام سعيد عليكم.


Also published on Medium.

شارك رأيك